الجمعة، 17 فبراير 2012

عبدالجليل النذير الكارورى فى صحيفة الانتباهة

كثير من الناس يعتقد ان المعارضون لمشروع لسد مروى يعارضونة من باب الكيد السياسى وشهادة عبد الجليل الكارورى تدعم الراى الذى يرى ان سد مروى قد كلف المناصير كثيرا دون الفائدة المرجوة منة للسودان
الأزمات التى صاحبت السدود وراءها سبب إستراتيجي هو أحاديتها من حيث التخطيط واستثنائيتها فى التنفيذ.
فحسب بيوت الخبرة العالمية التى استشارتها الإدارة هناك الدراسة الكندية والتي حسبت جدوى الخزان فقط على إنتاج الكهرباء، أما الدراسة الألمانية فقد قدمت لمروي دراسة جدوى مزدوجة لإنتاج الكهرباء والماء multi فاختارت السدود الخيار الكندي الذي يقوم على التهجير لا التعمير وأعني بالتعمير بنية الإنتاج الجاذبة للمواطن لتكون تنمية اجتماعية مع الاقتصادية، فقد نقص سكان الشمالية بعد تنفيذ سد مروي كما هو الفرق بين إحصاء 1999 وإحصاء «2008» مثلما تضرر سكان النيل الأبيض فى التاريخ بسبب غمر أراضيهم بعد خزان [جبل اوليا] ولم تغنهم المشاريع الإعاشية القائمة على الطلمبات ولا نقول آخرها سندس بسبب الرفع الآلي للماء، بينما سعدت الجزيرة المروية بالراحة وفقًا لنبوءة الشيخ فرح ــ يسوقوك بالطواري يودوك الضهاري الجزيرة الآن هي تاني ولايات السودان سكانًا بعد العاصمة ــ اكثر من خمسة ملايين نسمة ــ ومن بركة خزانها امتداد المناقل، بل حتى الحزام الاخضر بالعاصمة شقت له ترعة من الجزيرة على مسافة 400 كلم !
 الانقاذ فى بدايتها كانت تريد ان تسوق النيل فعلاً بالراحة بالطوارى لو يذكر الناس ترعتي كنانة والرهد، اما الآن فقد سألت العضو المنتدب مدير كنانة - لما تشرفت بشهود موسم «11/11» ماذا لو سقيتم القصب من الرصيرص بعد التعلية فاجاب اذن لوفرنا «60%» من تكلفة الري فنحن الآن نرفع الماء بالطلمبات ستين متراً!! نرجو أن يكون ذلك ضمن جدوى التعلية. الدفاع عن نمط التهجير بعيدًا يستشهد بأن الرئيس عبود زار حلفا متعاطفاً مع أهلها، ولكنه اقنع بألاّ مناص من الهجرة جنوبًا والتى نفذها «حسن دفع الله» ووثقها لتكون مثالاً لكل من يبني سداً من بعده! قلت: هناك فرق، فالسد العالي السودان خلفه أما سد مروي وسد جبل اولياء والرصيرص فالوطن امامها حدادي مدادي ـ الماء الآن خلف بحيرة مروي بارتفاع ستين مترًا محبوس عن ري الأراضي أمامه لأن الجدوي تقول بانتاج الكهرباء بالماء ثم انتاج الماء بالكهرباء! فأين هذه المعادلة من قانون الطاقة وكم هي خسارة التحويل؟ وخسارة التحميل علمًا بان الترع فى الدراسة المزدوجة والتى رأيت فمومها - ستضيف من الطاقة قدر المنتج من جبل اولياء بالتربينات المصفوفة! بمعنى ما كل متر انتجته ماءً هو خصم على انتاج الكهرباء. مهندسون كبار يحاولون الآن استخراج ترع من خلف السد حلاً للازمة ولا يشيرون الى الاتجاه الطبيعي والذي ساق الله به النيل كما يقول المهندس هبانىby Gravity 6000 كلم الا ان يكرروا فعلة ذلك المهندس الذى قال له الاهالى انت ماهندست نفسك ! ثم تركوا استشارته!
 هنالك دراسة جاهزة يمكن ان تروي بها أمري الجديدة بالراحة ومن الخرطوم والفم معلوم للمهندسين اسمه «الشاتاوي»عند الدويم من خلف الجبل كما يقولون - دويم شات - عبر وادي المقدم ولتشكل جزيرة جديدة فى الشمال عاصمتها كورتى، حيث أمري الجديدة، وحيث الوادي يمين الطريق. كما ان المقدم هو انسب الاودية لتنفيس النيل الذي صار مهددًا فى كل فيضان المطلوب الآن هو اعادة توظيف خزان جبل اولياء لا التفكير فى ازالته. بالعكس هو الآن صالح لانتاج الماء والكهرباء ونافع لمصر والسودان كما ان اعادة توظيفه للملاحه مجدٍ لترحيل السكر والذي اصبح بحر ابيض بحيرة له، فرحلة الاسكلا التاريخية تسلّم الطريق الغربي من الحفر والحوادث، من الجبل للجبلين ولكن بدون جبل الرجاف الا اذا عادت المياه الى مجاريها بين الشقين.
توظيف المتغيرات
لماذا الحديث عن الترع يدور همساً وقد هتف المصريون بل صوتوا لشعار «الاسلام هو الحل» وهو شعار مرتبط بالنيل منذ أن رأى ملك مصر رمزية الازمة فى السنبلات والبقرات الى قوله تعالى «ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون» حيث انتهت الازمة بالحل الزراعي والري الفيضى، فالربيع العربي كما قالوا سيتحول الى شتاء اسلامي، كما هو برد هذا العام ! فالحرارة فى الشمال دون العشرة، اذا انضم لها الري بالراحة من الخزانين المصري والسودانى الجبل ومروي - عندها سينهزم التحدى امام الحكومة الجديدة فى مصر ولتعود مصر هبة النيل كما قال هيرودوت بعد أن صارت هبة الهبات كما فعل خليفة السادات! ان الحكومة الجديدة مواجهة بتحدي «10 ملايين طن قمح» تنتج مصر اقل من ثلثها - وهى الآن اسلامية قابلة للحصار ! ان مشكلة مياه النيل ليست فى الحصة بقدر ماهى فى الادارة ففيها اغلب الماء لمصر بينما الارض فى السودان؟ انه لابد من الارتباط بين ما اعلن اخيراً عن زراعة مشتركة بين السودان ومصر تصل الى مليون فدان وبين الري بالراحة، لان المنافسة هى مع القمح الذي يروى بالجليد، مامن سبيل لمنافسته الا بالري الفيضي، الذي هو تاريخ النيل ومستقبله فما يزال القمح المستورد هو المسيطر على مطاحننا ! وليس ذلك الا لكلفة ومواصفات انتاجه وللقوى الدولية التى وراءه والتى تؤثر فى صناعة السدود سواء فى الاعالى أو المصب.
الاستثنائية
اما الاستثنائية فى تنفيذ السدود فقد اقتضتها الآحادية نفسها، فانك حين يكون هدفك الكهرباء، فان عدوك هو الساكن ! كما يقول ناس الغابات ان عدوهم هو الراعي، انك خيرت المواطن فعلاً ولكن خيرته الى اين يريد ان يذهب فى الاتجاه المعاكس، وهذا هو سبب العداوة التى نشأت بين المواطن والسدود كما قالت شورى الشمالية للرئيس «اننا نبني السدود بينما نخسر الانسان !» فالسياسة الاستثنائية هي العصا التى يساق بها المواطن بعيدًا بينما كان يمكن ان يساق بغير عصا بالراحة - حيث يتبع طواعية الماء الى المزارع المخططة والمدن الجديدة والتى يمكن تسويقها بصكوك لأهل الشمال الذين لم تسعهم المشاريع الخمسة 55 ألف فدان فقط. فيمكن ان يغطي هؤلاء المهاجرون سلفاً كلفة الترع المبالغ فى تقديرها كأنما سوق الماء أغلى كلفة من نقل الكهرباء !! بينما خط الكهرباء معدني بينما الماء ترابي. ان التفسير محبوس منذ ان اذن به الرئيس للقرار 206 فهو يفسر النزع لاقامة بنية الري ويقصر ايلولة الملكية الواردة فيه على مجرى الترع، اما ادارة الري فهي علاقة انتاج فلم يضر الحساب الحر سكر الجنيد بخلاف كنانة حيث الارض للشركة أذكر انه لما ادار الشيخ عبد الباسط الماء بمشروع الحصا بالمساقاه هتف له الناس «ياباسط خيرك باسط» فلماذا يريد البعض ان يكون قابضاً بتحويل الشمال الى شركة قابضة؟ فى بلد تسيل فيه الدماء من أجل حوض!  انى مع تقديري لدراسات التوطين ومابذل فيها، فلن تكون امري الجديدة ولا كحيلة أو المكابراب ذات جدوى ما دامت جميعها تروى بالطلمبات فتقارير التنفيذ تقول بذلك وهل التشغيل- فيها على السدود ام على الولاية نقاش مستمر بين اهل السلطة فى الشمال علمًا بان الطلمبات تعمل بطاقة مزدوجة كهرباء لرفع الماء ثم المناولة بالديزل! لانها خلوية فالماء ليصل المشاريع يحتاج الى «12» ساعة من الرفع فليس يساق بالراحة!
إن نفوساً أزهقت فى الشمال الآمن كان يمكن حفظها بالراحة، فلا دراسة بين يدى المشروع بشّرت الاهل بان الشمال سيتحول الى جنة بالسد مثل جنة سبأ، فانك لاتجد سد سبأ فى القرآن ولكنك تجد آثاره فى الأحياء «لقد كان لسبأ فى مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال» الهجرة فى سبأ كانت بعد خراب السد «فجعلناهم احاديث ومزقناهم كل ممزق» اما حين نجنّح صناعة السدود بالآحادية فانا نجعل التهجير التاريخي «حسن دفع الله» نموذجًا ولمزيد من تفريغ الشمال من اهله، فالبنية التى اقيمت لم تحدث تنمية سكانية كما حدثني البروفسور الزراعي الكاروري لانها تكرار للمشاريع المروية بالرفع بينما حساب التنمية الاقتصادية للبشرية يقرأ هكذا «5:1» تنمية اقتصادية بنسبة «1» تعادلها تنمية اجتماعية بنسبة 5 وهذا العد يوافق منطق الآية «ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفو» فى التفسير الحسنة الرزق والعفو الزيادة، الناس يتندرون هناك الآن بانهم وظفوا الطريق لجلب الخضار من الخرطوم! فلماذا نقص اهل الشمال بعد السد وما اقام من كباري وطرق؟ الاجابة هى الاستثناء الذي فرضته أحادية انتاج الكهرباء القائمة على الدور الميكانيكى للماء وهو ثانوي بجانب الدور الحيوي الذى لا يوفره الا الماء «وجعلنا من الماء كل شيء حي» بينما الشمال غنى بالطاقة المتجددة الرياح وشمس لتغذية الشبكة القارية وليس فقط القومية حيث تنتج اوربا الكهرباء فى صحراء المغرب العربي بآلاف الميقاواط عبر مايعرف بالطاقة المتجددة.
 أرجو ألا يقرأ البعض هذا المقال مذكرة اخرى! فكاتبه لا يميل ولا يعول على الاحتجاج بل البدائل وبالتالى فهو يريد فقط ان «يبعج المويه» والتى علّمنا المهندسون انها قبل الخزان اذا اجريت من هضبة المناصير يمكن ان تروي بالراحة نوري وتنقاس الكبرى فكيف وقد رفعناها ستين متراً بالسد! ان الازمات ستنفرج تلقائيًا فى المناصير وفى القرير حين يجري الماء ! فان الناس لما رأوا اودية الدهب تركوا الحرب! فكيف اذا رأوا الاودية تسيل ماءً اذن لتركوا الاعتصام، فالري بالراحه غنيمة؟ لما مجّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مجة من بئر تبوك وتفلها فى ماء الصحراء بشر صاحبه بالتنمية قائلاً «يوشك ان طالت بك حياة ان ترى ما ههنا مروجًا» بل هو المبشر بان ارض العرب ستعود مروجًا فلنكن من اهل هذه البشارة فى السودان العربي. من عجب ان ادارة السدود تجمع ماء الاودية للري الحفاير - بينما تحبس ماء النيل عن الري بالراحة!.
 قلت للمهندس الحضري وهو يحاورني : ان الذي ربط السدود بالازمات المتوالية هو هذه الاحادية، وما من سبيل للتصالح مع المواطن الا بالتصالح مع الله وبموافقة مراده من الماء، فان الطاقة الناتجة فى القرآن من الماء مرتبطة اكثر بالتدمير لا التعمير: الحسبان، السيل، الصاعقة، المطر، فكلها طاقة ومدمرة من الماء ! اما الاحياء فهو مراد الله الاول من الماء وهو رحمة «فانظر الى آثار رحمة الله كيف يحيي الارض بعد موتها» ثم لا بأس بعد بما يخلق مما لا تعلمون كما الكهرباء - ولكنه ليس الاساس، على الاقل فلنقرأ القراءة الالمانية التى تقول بالناتج المركب ! ري وكهرباء. قد يقول قائل ان سد «ذو القرنين» كان رحمة وليس وراءه ماء؟ الاجابة بنعم كما صرح فى خطبة الافتتاح «هذه رحمة من ربي» فان جدواه كانت أمنية كما انه ادمج المواطن فى اقتراحه وفى تنفيذه «فاعينوني» «آتوني» فهو نموذج للتنمية الشاملة اقتصادية وبشرية. ان «مننكو اقري» الكندية لا تقل غرضاً عن شفرون الامريكية التى انتجت البترول فى مناطق التماس أولاً لتكون عاقبته كما نرى نزاعاً الى اليوم، فعلينا وقد امضينا دراستها ان نشفعها بالدراسة الالمانية، فالمانيا هى ام التقنية الحديثة والاخرون لها تبع وقد قالت بالازدواج الكهرباء والماء- مثل هذا النقاش الذي يراد به الاصلاح ينتهى فى السودان بقولنا «مافات شي» اذن فليجر الماء.
   الصحفيون يقولون «مّر ماء كثير تحت الجسر» وانا أقول «حبس ماء كثير خلف الجسر» فلنطلق الماء حتى نرقع بالماء الميزانية التى خرمها النفط! ولنناد الشمالية نداء يسوع لامه «الا تحزنى قد جعل ربك تحتك سريا» «فكلى واشربى وقري عينا». ليس أسوأ من «منكو أقري» «الا تنكو صحارى» التى زرعت النفايات فى «بنا» تحت غطاء مشروع زراعى لم ير النور الى اليوم منذ اربعين سنة! سلوا عنه والى الشمالية الاسبق- ميرغنى- الذى رأى الشركة وهو صغير ومارآها زرعت حتى صار واليًا!
    القرآن حين يعيّر القادرين على التمام يقول «وماذا عليهم لو آمنوا» وقد فسرها الشعر بقوله :
     ولم أر فى عيوب الناس شيئًا    كنقص القادرين على التمام
 ان الفوائد المركبة هى المنة الربانية في كل شيء، الا ان الانسان يفسدها بافرادها انظر الى النعمة فى الانعام مثلاً: «اولم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعامًا فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب افلا يشكرون» وفي الماء ورد «مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فبأى آلاء ربكما تكذبان يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان» اننا بالاحادية نفتقد الشكر من المواطن على ما أقمنا من مشروعات فلتعدد الفوائد: البحيرة للصيد والملاحة والماء للري والزراعة والكهرباء للانارة والحركة... الخ عند ذلك سنرى مروجًا ونلمس رضى. ان التمام هو الذي سيأتي بشكر المواطن الذي فقدناه، الم يقل رب العزة «كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون».
الخلاصة
الاعتبار بالتجربة المتعثرة لمشاريع الري بالطلمبات التى أقامها السد أخيرًا فى الملتقى وأمري بسبب تكاليف الإدارة والتشغيل واخيراً نشأ نزاع القرير! بين البدو والحضر ! ولو جرى الماء لوسع الجميع فان الانجليز قد استقطبوا فى التاريخ اهل هذه المناطق للجزيرة حيث الماء بالراحة جاذبة للانسان! الاسعار التنافسية للقمح عالميًا تعتمد على الري البارد وذلك بذوبان الجليد ولاينافس الا بالري الفيضي. الري الفيضى فى الشمالية هو الاصل قبل المشاريع الاعاشية الري بالحياض، لتى والسليم... الخ. والعودة اليه من الخزان عوده للاصل. فى عهد الاحزاب كان الناس يهتفون «الري الدائم يانور الدايم» يعنون المرحوم عمر نور الدايم، الى ان وفقنا الله فى اول هذا العهد فجئنا بطلمبات الرماش بلد يونس محمود ومع الشهيد الزبير احتفلنا بقمح السليم مساعدة للوادي ليسيل فى التحاريق حيث القمح الشتوي. كثير من مشاريع الطلمبات تعثرت لان مضاربها عكس الجغرافيا كما فى قصة الزبير مع تنقاسي الكبرى بينما الترع كنتوريًا ستمشي مع النيل طبيعيًا كما يقول هبانى. وكما جاء فى القرآن عن النيل «اولم يروا انا نسوق الماء الى الارض الجرز فنخرج به زرعًا تأكل منه انعامهم وانفسهم افلا يبصرون».   وفى هذه الآية اشارة لاستصلاح اراضي العتامير حيث ان السواقة للماء والطمي فى وقت واحد «الارض الجرز». تجربة القمح بالمتر كانت ضعيفة العائد تعتمد على الاسمدة، بينما قمح النيل هو تراث السودان صديق عبدالرحيم - فالري بالخزان يوسع الرقعة النيلية للقمح الى 2 مليون فدان ريًا واستصلاحًا.
توظيف المتغيرات السياسية
   الثورة المصرية فرصة لاتفاق الدولتين على توظيف خزانات السافل لزراعة القمح بالشمال، فمصر حتى تكسب الحرية فعلا تحتاج لانتاج القمح ولا تتيح الرقعة الحالية بمصر التوسع فيه ، والقيادات الجديدة متفهمة لذلك كما لمست خلال مشاركتى فى افتتاح دار الاخوان بالمقطم فى مايو الماضى قبل ان تجري الانتخابات - بخلاف ما قاله حسنى للبشير حين اقترح عليه الرئيس ان يزرعوا القمح فى الشمالية لصالح البلدين، فاجاب حسنى : امريكا ماتقبلش !. حسنى الذي يمنع تبادل القمح مع السودان صّدر الغاز لاسرائيل بالكومشن! ان الإرادة التى قطعت الخط الناقل لاسرائيل 12 مرة فى سنة الثورة تستطيع ان تبنى الوصل مع السودان. لو حسبنا فقط كلفة ترحيل القمح الروسي والامريكي كما هو الآن لمصر من أقصى الشرق والغرب لوجدنا الجدوى لصالح انتاجه فى وادي النيل وبالعينة «وادي النيل».
علاقة الإنتاج وكيفية التمويل
يمكن ان تنشأ شركة تضم الجهات المعنية فى الولاية والمركز وتضم المواطن على ان تتعاقد مع شركات شرقية لتنفيذ البنية التحتية للري بنظام البوت B.O.T. كما تقوم الشركة بتخريط المزارع والمساكن والمدن المقترحة التى يمكن ترويجها لابناء الشمالية كأولوية - فى الداخل والخارج وتوظيف عائدها فى اقامة البنية التحتية للمزارع والمدن المقترحة ولتكون المزارع تمليكًا والماء ايجاراً. لابد انّ نهر القذافي الخرافي قد خلّف انابيب كثيرة يمكن توظيفها لسايفونات الري عبوراً للوديان، والعائد يكون بالتنسيق مع الحكومة الجديدة بليبيا فوادي المقدم يحتاج مثلاً الى مائة كيلو انبوب ليعبر الى المنخفض وسينتج وهو يسيل الكهرباء كما فى دراسة العاقب المجدّدة. نقترح على الولاية الشمالية ان تعد دراسة مركبة لانتاج القمح والبستان و الحيوان، بحيث تكون المزارع مختلطة توظيفًا لخبرة اهل السودان ولفلاحة المصريين تفاديًا للزراعة الاحادية فى قطن الجزيرة أو المحاصيل المطرية التى تعادي الحيوان!.
الحكومة على المستوى الاتحادى تعانى من عجز فى الميزانية، يمكن ان تساهم الدراسة فى سده على المدى البعيد بالصادر البستانى حيث اثبتت التجربة ان فاكهة الشرق الاوسط يمكن توطينها فى السودان تجربة فتح الرحمن كما ان القمح لمصر والحيوان بعلفه يمكن بحكم الجوار ان يشكلا مورداً مقدراً يرفد الخزينة العامة فى السنوات القادمة بإذن الله فقد كانت اول هدية للثورة المصرية خمسة آلاف رأس من العجول المسمنة، اهداها الرئيس لأهل مصر بينما عرقلت القطط السمان وصولها لانهم تعودوا اطعام شعبهم الفطائس الاوربية ! حدثني شاطر هناك.
أخيراً قلت لصاحبي انى أرى الاغنية الشهيرة التى كانت تقول:
يا الله تجيب لنا الخزان ويبقى سكونا فى ام درمان
كانت تخدم السياسة الاستعمارية التي تريد ان تنمي الصعيد صعيد السودان - وتفرغ الشمال كاحتياطي للمستقبل، اما الآن وقد تحرر السودان وتحررت مصر، فإن مصالحهما يمكن ان تخدم بالتنسيق وانى اخشى اذا تأخرنا ان ينمو الصوت الذي ينادي بضم السودان لمصر من جديد مع نمو سكان مصر! فإن الدنيا لا تقبل الفراغ كما أن الشعارات الحادة لا تأتي من فراغ فتعالوا نحن والمناصير نراهن على الخيار المروي مروي بالراحة فهو المريح للجميع.
وبالله التوفيق والوفاق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق