الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

لماذا يرفض النوبيين بناء السدود على ارضهم ؟ا

لعلى من اكثر الناس ودا لاهلنا النوبيين منذ صغرى وكانى كنت اقرا المستقبل فاصبح اهلى والنوبيين مضرب المثل بالتهجير فى عهد حكومات عسكرية  المقال منقول عن صحيفة الراكوبة الالكترونية

نورالدين محمد عثمان نورالدين 
manasathuraa@yahoo.com

من المعروف ان اكبر كارثة انسانية وقعت على النوبيين عبر تاريخهم الطويل والممتد لألاف السنين هى كارثة تهجيرهم من ارضهم وبيئتهم ووطنهم..ولم يعانى النوبيين عبر هذا التاريخ الطويل من الحروب والغزوات والحضارة التى اتحفوا بها العالم... كما عانوا من قصة تهجيرهم ..وإغراق ارضهم وإرثهم وتاريخهم الممتد ..فاصبحوا بين ليلة وضحاها فى ارض غريبة..( سماؤها مقدودة وارضها مبلولة)..ارض مختلفة المناخ والناس وبعد حين تشردوا فى الآفاق ..مهاجرين من ارض الى ارض..فالنوبى كالنخلة لا ينمو ولا يعيش إلا على ارضه وبيئته وفى العدم يزبل ويموت ..واحياناً كثيرة يعاودهم الحنين الى الوطن فيعودون الى موطنهم الأصلى ويعانون من شظف الهجرة وشظف عدم الإستقرار ..واليوم جاءت حكومة الانقاذ لتعيد نفس سيناريو حكومة عبود ..وشرعت فى التخطيط لسدين كبيرين ..يكملان بعضهما فى اغراق كل المنطقة النوبية من دال التى تقع جنوب وادى حلفا مباشرة وحتى دنقلا جنوباً وبهذا ستغمر المياه كل المنطقة ..واثبتت كل الدراسات التى قام بإجراؤها المواطنين بطريقة مستقلة بعد ان اخفت عنهم وحدة تنفيذ السدود كل الحقائق عن عمد وتعاملت معهم وكأنهم ملكية خاصة تخص وحدة تنفيذ السدود ..ولم تكلف هذه الوحدة بقيادة اسامة عبدالله هذا الرجل المثير للجدل ..نفسها بإخبار المواطنين بماتقوم به على ارضهم الى يومنا هذا ..وتعاملت بسلطوية واضحة مع الأمر كدليل على جهل وعدم خبرة اسامة عبدلله واتباعه فى التعامل فى مثل هذه القضايا ..ودون الجميع قضية تعويضات المناصير ..واستفزاز اسامة عبدلله لهم ليل نهار ..وأكلهم حقوق المواطنين من غير وجه حق ..واليوم للمناصير قضية مشروعة ..وتتعامل الحكومة معهم بإستخفاف واضح ..فالخطاء الذى وقع فيه المناصير كبير ..ببيعهم وطنهم وارضهم للغرباء ..والغرباء هنا هم هؤلاء القوم الذين يحكمون اليوم ..فبذهابهم ستضيع كل الحقوق ..فكل شئ الآن فى هذه البلاد هو باطل لأن الحكومة ذات نفسها غير شرعية ..فمن سيُحاكم المناصير ليستعيدوا حقهم ..وخّبر النوبيين جيداً هذه الأنظمة التى تاتى مرتدية الزى العسكرى ..فاسهل الأشياء عندها هى بيع الوطن وهذا تماما ماحدث للمناصير وما سيحدث للنوبيين ..فقضية النوبيين ليست قضية بضع دراهم من التعويضات وإنما هى قضية وطن ..فمن يترك وطنه كمن باع عرضه ..واليوم تأكد تماما للكل عدم مصداقية وحدة تنفيذ السدود وعدم احترامها لقرارات رئاسة الجمهورية وعدم احترامها لوعودها واتفاقاتها ..واثبتت كل التقارير التى صيغت بناء على معلومات حقيقية من قبل..( لجان المناهضة )..ان الحكومة ليست لها ادنى قدرة ماليه لتعويض المواطنيين النوبيين بعد تهجيرهم ..فكيف لها الشروع فى اقامة السدود دون مرعاة لهذه الحقوق ..وايضا اثبتت التقارير ان سد دال سيغمر المنطقة الممتدة من دال وحتى كجبار ..وسد كجبار سيغمر المنطقة الممتدة من كجبار وحتى دنقلا ..دون ان يترك اثر لأراضى زراعية أو اراضى إستثمارية كما يروج المروجون ..وايضاً تم التأكد بان الحكومة الممثلة فى وحدة تنفيذ السدود لم تضع حتى اليوم خطط واضحة لعملية اعادة توطين المواطنين وهذا لعمرى هى اعلى درجات الاسخفاف والاستهانة بالمواطن ..عدم الوضوح مع عدم الشفافية مضافا عليهما استخدام العنف من قبل النظام ضد المواطنين النوبيين وقتلهم بالرصاص الحى ..كلها اسباب موضوعية جداً لرفض هذه السدود ..التى ستزيل هذا الشعب من على وجه البسيطة ..فاليوم بعد ان عرف النوبيين اهداف نظام الانقاذ تجاههم ..ستبقى مطالبهم هى الأرض النوبية للنوبيين ..الجنوبيين اليوم لهم دولة كاملة الدسم ودارفور اليوم لأهل دارفور ..لايستطيع هذا النظام تشريدهم منها ..واليوم جاء دور النوبيين فى الاستقلال بأرضهم والنضال ضد كل المحاولات التى تستهدف تهجيرهم وتشريدهم فى بلاد الارض ..فلمن سيتركون ارضهم والى اين سيذهبون ؟ كلها اسئلة مشروعة وتخوفات واقعية ..فعلى الدولة احترام الشعب النوبى والتعامل معه على اساس المواطنة الكاملة او الشروع فوراً فى ..مشورة شعبية او إستفتاء لتحديد شكل علاقة المركز بالنوبيين ..والى ذلك الحين ..سيكون شعار النوبيين ..لا للسد ..لا للتهجير ..لا للإغراق ..لا لبيع الأرض والوطن ..لا لتكرار مأساة وادى حلفا ..فالقضية ليست قضية تعويضات سرابية ومساكن فى الصحارى ..القضية هى قضية وطن وجذور ..
مع ودى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق