الثلاثاء، 1 فبراير 2011

بيان من الثورة السودانية


 
نحن شباب وشابات السودان، واليوم نقف وقفتنا، نقول كلمتنا، ونعلن عن ثوريتنا، مطالبين بحقوقنا المشروعة. لسنا فقط غاضبين، لكننا ثوريين، وأحرار. اليوم نقف وقفة واحدة ضد كل أشكال القمع التى تعرضنا لها يوما بعد يوم، شهرا بعد شهر، عقدا بعد عقد. اليوم لن تجدي المساومة، فقد آن للشعب أن يعبر عن نفسه. لسنا نمثل حزبا سياسيا معينا— نمثل السودان بكل تعدده الفكري والعرقي والثقافي. لسنا راغبين فى تحقيق طموحات أنانية أو منفعة فردية — بل مدفوعون بوطنية عميقة، وبمحبة إنسانية خالصة للحرية. لسنا بصدد الكراهية والتخريب— فثورتنا ثورة فى وجه الكراهية التى يولدها القمع والظلم البشري الأعمى. نقول: "لا!" ونلتزم مواقعنا غير آبهين بكل المخاطر لأننا مدفوعين بغاية أسمى وأنبل وأكبر من أنفسنا، وتلك حلمنا المشروع بمستقبل أفضل، وبتغيير إيجابي حقيقي يمس كل أوجه الحياه التى لم تعد تطاق فى بلاد أرضها شابة، وقياداتها عجوز بخيلة تالفة، توالت علينا بأطماعها حتى أوصلتنا إلى هاوية سحيقة. نحن اليوم نخرج من هذه الهاوية، أقوياء بالتجربة، ونبلاء بالألم، وممتلئين بدم الشباب وبروح الثورة الحقيقية. نخرج نساء ورجلا وعجزة وأطفالا. نخرج لأجل المستضعفين فى الأرض، ولأجل أن نرتق هذه الهوة السحيقة بين فحش الأغنياء، ووداعة الفقراء. لأجل من سقطوا فى حرب وضعتم فيها الأخ قبالة أخيه وقلتم: "جاهد!" لأجل شباب عادوا من حقول الألغام بأنصاف أجساد. لأجل نساء أغتصبوا، ورجال عذبوا، وأيتام، وأجيال تشتت فى أصقاع الأرض وفقدت حتى حقها فى الهوية. نخرج من الهاوية إخوانا وأخواتا، آباء وأبناء، جدات وأجداد، وأصدقاء. نخرج ماردا واحدا بأمنيات ثلاتة: "حرية. عدالة. حياة كريمة..." وبأمنيات أخري لا تعدو حاجات إنسانية يتحصل الواحد عليها فى بلاد أقل منا فى ثرواتها وأكثر منا فى نزاهة قادتها: "علاج... تعليم... عمل... طمأنينة!"
سوف نثبت لأنفسنا أولا، ثم لكم أنتم: من غسلتم أدمغتنا وعملتم على تجهيلنا، ثم افتريتم على حرياتنا، جلدتم نساءنا الشرفاء، أرسلتمونا لحقول الألغام لننظفها بأجسادنا أو نقاتل إخواننا فى الأنسانية، من فصلتم آباءنا وأمهاتنا وأرباب عائلاتنا، وشوهتم ذكريات طفولتنا بالبشاعة، وجعلتم مصير الفقير أن يفترش الرصيف— نثبت لأنفسنا أولا... ثم لكم ثانيا، أن عمر الظلم لن يجارى عمر الحرية، وأن عمر الثورة أطول من عمر الطغاة. أننا لم نعد نخاف الموت قدرما نخاف ذل الحياة. لم نعد نخاف قول الحق قدرما نخاف عيش الأكاذيب. لم نعد نفكر فى الصعوبات قدرما نفكر فى روعة الإحتمالات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق